Prof Photo

Prof Photo

اول ما تدخل اذكر الله

"الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"

الاثنين، 2 يوليو 2012

غلظاء القلوب



منذ فترة شاهدت عند أحد الاصدقاء تعليق فيه سخرية على سانتا كلوز ولكنها في واقعها سخرية من سنة نبوية مؤكدة و هي حف الشارب طبعا كاتب البوست أراد ان يسخر من وصول الإسلاميين للحكم وانهم سيمنعوا سانتا كلوز من تقديم الهدايا لانه فاسق لا يحف شاربه بالطبع غير مقبول على الاطلاق السخرية من سنة نبوية مؤكدة و من يريد ان ينتقد أفعال بعض الإسلاميين فعنده العديد من التجاوزات التي يستطيع ان ينتقدها بعيدا عن مس السنة النبوية المشرفة او اشياء من الدين المهم اثناء قراءتي للتعليقات قرأت تعليق ينصح باللين و الرفق اللذان أُمرنا بهما فلم اجد رد ابلغ فحييته عليه.

ثم قرأت ما هالني وهو تعليق قمة في الغلظة والفظاظة به سب ولعن و دعاء وتكفير على كاتب البوست و على الصديق الذي نقله أيضاً حتى دون ان يتبين نية الناقل, ولقد علمت ان الناقل عاتبه على فظاظته واستشهد بقوله تعالى " وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " 
فكان رد هذا الفظ ان الرفق في الدعوة يكون مع غير المسلم ليرقق قلبه اما مع اخيه المسلم لابد ان يكون فظا غليظا دفاعا عن دين الله "وان يعاديه في الله لانه يحبه في الله" اي منطقٍ هذا و اي عقيدةٍ تلك التي يبني عليها كلامه بالطبع ليست عقيدة الاسلام و اخلاق سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
 
حتى ولو كانت الأية تقصد الكفار فالأولى بحسن الخلق واللين والرفق هم إخوانك المسلمين فكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم " تبسمك في وجه اخيك صدقة " وايضا يقول " الكلمة الطيبة صدقة " وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولو كان يحفظ الاية حقا ويعيها فالأية الكريمة تقول "  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)" سورة آل عمران
وأي عاقل يفهم ان الآية تقصد المؤمنين الملتفين حول النبي صلى الله عليه وسلم وليس من المنطقي ان يلتف المشركين حول النبي أو من المنطقي ان يشاورهم في امر الاسلام والمسلمين

وهذا تفسير الاية من كتاب تفسير السعدي

" أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت (1) لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك.
{ ولو كنت فظا } أي: سيئ الخلق { غليظ القلب } أي: قاسيه، { لانفضوا من حولك } لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ.
فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين، تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص، والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره؟!
أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم، من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله.
ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان.
{ وشاورهم في الأمر } أي: الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر، فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره"
 
ولقد تعاملت مع أخوة سلفيين يرون ان كل الناس افضل منهم و يخشون من اي كلمة في حق مسلم حتى لو كان به ما به ولكنه يخشى من قوله صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة ، فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار . إن الرجل ليعمل عمل أهل النار ، فيما يبدو للناس ، وهو من أهل الجنة .."صحيح مسلم

ولكن للأسف ما حدث ليس حالة فردية ولكن تعاملت أيضاً مع كثيرين من من يسمون انفسهم طلاب علم سلفيين يتعاملون بطريقة فظة وغليظة ومتكبرة مع غيرهم حتى من التيارات الاسلامية الاخرى من منطلق انهم المسلمين الملتزمين المتبّعين و ما دونهم فسقة ومبتدعين او على الاقل مُفرطّين.

هناك تعليقان (2):

  1. كثيرين للأسف لا يفهموا الدين الفهم الصحيح
    مقال رائع
    هناك آية ايضا تؤكد ذلك المعنى
    " ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك و بينه عداوة كأنه ولى حميم"
    صدق الله العظيم

    ردحذف
    الردود
    1. للاسف لا يأخذون من الدين الا ما يوافق اهوائهم

      تحياتي لكِ

      حذف

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ