Prof Photo

Prof Photo

اول ما تدخل اذكر الله

"الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"

السبت، 30 يونيو 2012

إن لم تعطه فلا تنهره " قصة 1 "



ذهبا " هو وخطيبته " ليستقلا سيارة الاجرة وانتظرا في الموقف قليلا واثناء وقوفهما سمعا سائق من نوعية " أساحبي " يكيل الشتائم في الاخوان و يمتدح الفشيق وكان ذلك قبل انتخابات الاعادة .
ثم بدأ هذا السائق ينادي " محطة بحر ,, محطة بحر " وهذا هو اتجاههما فذهبا مضطرين ليركبا تلك السيارة مع هذا السائق.

بعدما امتلأت السيارة و اغلق الباب ركب السائق و بصوته الشنيع قال :
الاجرة جني ونز " جنيه ونصف " يا حضرات 

فرد صاحبنا و
قال للسائق ليه جنيه ونص ومن امتى فقال السائق هو كده فنظر اليها و قال شفيق وكمان مستغل يلا بينا ننزل ونركب منشية قالت له يلا ثم قال  افتح الباب نزلنا و نزلا من السيارة و السائق يهمهم بلغة غير مفهومة.
المشكلة ليست في 25 قرش وانما في مبدأ استغلال من شخصيات تستحق وبجدارة حكم الفشيق.

المهـــــــــــــــــــــم

ما ان ابتعدا عن السيارة و وجدا طفل يقترب منهما ليبيعهما باكو مناديل و بطيبتها المعهودة اخرجت شيء أعطته له فاراد ان يعطيها باكو المناديل فطلبت منه الاحتفاظ به ليبيعه لأخرين و باحساسها الراقي رأت دموع واحمرار في عيونه فسألته مالك فقال لها مليش " عيوني واجعاني " بلكنة صعيدية بحرية وهي لمن لا يعرفها " خليط بين اللكنة الصعيدية والسكندرية يتمتع بها ابناء الصاعيدة المولودين او المقيمين في الاسكندرية "

فطبطبت عليه و انصرفت هي وخطيبها و هو يقول لها الدموع اللي في عين الولد ده والاحمرار حزن مش مرض و واضح من كَسرِة نفسه ثم عاد للطفل وسأله انت بتبكي ليه فشعر بكسوف في وجهه ورد بانكار دي عيني واجعاني , فسأله انت بتعمل ايه بالفلوس دي , قاله بديها لأبويا , فسأله هو تعبان ومش بيشتغل , قاله لأ بيشتغل فكهاني,
ووجد نبرة الطفل لم تهتز او يظهر بها ملامح الاصطناع او الكذب فأخرج من جيبه شيء واعطاه للطفل وقال له اشتريلك انت حاجة ومسح على رأسه ثم انصرفا و قال لخطيبته ده أولى من ابن التيت بتاع شفيق ده فقالت له معاك حق و ظلا يتناقشا حول سبب الدموع التي في عين الطفل و اتفقا على ان السبب غالبا هو رد فعل قاسي لشخص ما لان كسرة النفس لن تأتي من مرض العيون.

بعد عدة اسابيع وبالصدفة البحتة و في مكان يبعد محطتين ترام عن المكان الاول شاهد الطفل فنادى عليه وسأله عن عيونه فقال له خفيت الحمد لله وكان معه طفل اخر هو ابن عمه و استقلا معه الترام و لما سألهما ماذا يفعلان قالا كنا بنبيع لمون بس خلص وراجعين نجيب تاني " بنفس اللكنة الجميلة " و بابتسامة لا تراها الا على وجوه هؤلاء المحرومين من ابسط حقوق سنهما .


هل مثل هذا الطفل يمكن ان تقول عليه متسول او يمتهن الشحاتة!!!!!!!! لا والله
إن لم تعطه فلا تكسر نفسه وتجرح كرامته ..... إن لم تعطه فلا تنهره

هناك تعليقان (2):

  1. جميلة جدا القصة أسامة،و جميل جدا مغزاها و العبرة منها،..أول تعليقاتي و لن يكون الأخير..تقبل تحياتي

    ردحذف
  2. تحياتي لك يا استاذ احمد و يشرفني وجودك وتعليقك :)

    ردحذف

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ