Prof Photo

Prof Photo

اول ما تدخل اذكر الله

"الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"

الثلاثاء، 26 مارس 2013

غيبوبة حب


غيبوبة حب 

.................................



نزل مسرعا وعلى وجهه ابتسامة خفية ، أدار محرك سيارته و تحرك بها وعلى غير عادته لم يسرع بها وانما كان يسير بالسرعة المقررة!!!!! .
يرن هاتفه المحمول فيجعله صامت و يحدث نفسه " لما انزل حاتصل بيه بدل ما المرور يقفشني " و كان المتصل صديقه المقرب.
فجأة ظهر طفل صغير امام السيارة وكأنه اتى من العدم ، يضغط بدال الفرامل بقوة ويدير طارة القيادة بكل قوى ناحية اليسار تنقلب السيارة و تتدحرج على الطريق بضع مرات حتى تستقر على جانبها وتأتي ام الطفل تبعده عن الطريق و هو يقف مذهول امام تلك السيارة التي انقلبت بجواره ببضع سنتيمترات.
صوت طبيب الطوارئ يصدع في المشفى " افتحوا العمليات بسرعة واستدعوا جراح الأوعية الدموية وجراح العظام و دكتور التخدير حالا "
في غرفة العمليات يدخل طاقم الجراحة وتقرأ احدى الممرضات التقرير " الحالة : ذكر في الخامسة والعشرين من عمره ، اسمه اسامة ، تاريخه الطبي عادي مش بيعاني من امراض مزمنة او حساسيات, تعرض لحادث سيارة ويعاني من نزيف داخلي بالصدر و كسور متعددة في الضلوع و القدم واشتباه في كسر في فقرات الظهر " .
بدأت العملية و قد أتي في الخارج والده وشقيقه الاكبر و شقيقته الصغرى وفي لهفة يسأل والده الموجودين " حصل إيه وازاي وحالته إيه ده فرحه كمان يومين " ترد عليه احدى الممرضات وتطمئنه ان شاء الله سليمة الدكاترة معاه جوه متقلقش.
يأتي صوت من بعيد صوت يغلب عليه الصراخ " إيه فيه إيه ، اسامة ماله حصله إيه ، طمنوني عليه"
" دي أمنية خطيبة اسامة " هكذا قال والده للممرضة التي اعترضتها وخاطبها "اهدي يا بنتي خير ان شاء الله اسامة طيب ابن حلال و ربنا رحيم "
عم الصمت المكان ومرت ساعتين و لا جديد خارج غرفة العمليات فقال الاب لمخطوبة ابنه " روحي انتي ارتاحي يا بنتي وانا اول ما يخرج حطمنك "
"حاضر يا عمو بس ضروري تطمني اول ما يخرج الدكتور " هكذا قالت أمنية قبل ان تهم بالانصراف
ومرت الساعات كأنها سنين على تلك الاسرة الصغيرة و بعد ٧ ساعات كاملة خرج الاطباء من غرفة العمليات وجاء الجراح الى والد اسامة يطمئنه " اطمن يا حاج ابراهيم ابنك اتكتبله عمر جديد هو بس حيحتاج علاج وراحة تامة لفترة ولو هو عنده الإرادة مع دعمكم المعنوي له خلال سنة او ازيد شوية ممكن يرجع زي الاول وأحسن"
الاب بغصة  " سنة !! ده كان فرحه كمان يومين ، الحمد لله على كل حال اللهم لا اعتراض ، متشكرين يا دكتور و ربنا يجزيك كل خير "
في منزل أمنية يرن هاتفها المحمول " الو ايوه يا عمو إيه طمني ، يرد الاب ويقص عليها ما قاله الطبيب ثم يقول لها " هو حيفوق من البنج بكرة الصبح ياريت يا أمنية يا بنتي تكوني اول حد يشوفه ده حيفرق كتير أوي معاه لما يلاقيكي جنبه ".
" ان شاء الله يا عمو .. مع السلامة " هكذا أنهت أمنية المكالمة.
..............................................
تشرق الشمس على غرفة اسامة في المشفى ويستيقظ الاب على صوت مألوف له " بابا أنا فين و حصل إيه "
الاب :"انت في المستشفي يا اسامة يا ابني عملت حادثة بالعربية بس ربنا ستر و الحمد لله انك لاول مرة في حياتك تحط حزام الأمان و تمشي ع السرعة القانونية "
اسامة : وفين أمنية يا بابا مجتش ليه.
الاب : زمانها على وصول يا حبيبي هي كلمتني امبارح تطمن عليك وجاية اكيد.
مرت بضع ساعات ولم تأتي أمنية  ولكن اتى والدها و اطمئن على اسامة ثم قال "معلش يا اسامة يا ابني أمنية منهارة ومش قادرة تشوفك وانت في الحالة دي ولا تتعايش معاها اعذرها يا ابني وكل شيء قسمة ونصيب " وترك دبلة خطبتهما بجوار اسامة وانصرف وسط حالة من الذهول سيطرت على والد اسامة ثم صوت انذار الاجهزة الطبية المتصلة بجسد ابنه فنظر اليه فوجده لون وجهه قد تغير وعيناه اتصبغت بالحُمرة ثم غاب عن الوعي فصرخ الوالد طالبا النجدة فأسرع الطبيب نحوه وقاس النبض والضغط ثم قال للممرضات " دخلوه ع الاشعة المقطعية فورا عايز أشعة ع المخ "
الاب متلهفا : خير يا دكتور فيه إيه ابني جراله إيه؟؟
الطبيب : خير يا حاج ان شاء الله الاشعة هي اللي حتحدد!! ربنا يستر !
خرج الطبيب مسرعا من غرفة الاشعة و هو يصيح افتحوا غرفة العمليات واستدعوا جراح المخ والأعصاب حالا
الاب : خير يا دكتور فيه ايه طمني على ابني.
الطبيب : هو إيه اللي حصل جعل ضغطه يرتفع كده ؟؟
فقص عليه الاب ما حدث وسأله " هي الحالة خطيرة يا دكتور "
.
الطبيب : ربنا يستر يا حاج هو كان عنده ارتجاج خفيف و نزيف بسيط في المخ لكن لما ظغطه ارتفع النزيف رجع شديد ولازم نعمله عملية فورا.
بعد عدة ساعات خرج جراح المخ والأعصاب من غرفة العمليات و توجه الى والد اسامة قائلا : اطمن يا حاج العملية نجحت و وظائف اسامة الحيوية شغالة تمام بس لازم يفضل تحت الملاحظة 24 ساعة عشان نطمن عليه.
مرت الساعات ولم يستفيق اسامة !!!!!!
الاب مذعورا : خير يا دكتور اسامة مفقش ليه  
الطبيب: للاسف يا حاج ابراهيم أسامة دخل في غيبوبة إرادية وكأنه رافض الحياة و الغيبوبة دي ممكن تقعد يوم او شهر او سنة او اكتر على حسب إرادته ورغبته في الحياة و إرادة الله عز وجل قبل اي شيء.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مرت الايام والشهور وبعد اكثر من عامين دخل الاب غرفة ابنه في المشفى كعادته اليومية ولكنه اتى اليوم مبكرا فوجد فتاة غريبة تربت على رأس اسامة وقد وضعت بعض الزهور في مزهرية بجوار سريره .
الاب مبتسما : انتي مين يا بنتي أكيد انتي اللي بتحطي الورد كل يوم مش كده ؟!!
الفتاة : أنا اسمي ندى متطوعة في فريق بنزور المستشفيات أسبوعيا عشان نرفع روح المرضى المعنوية  وكده .
الاب بابتسامة خبيثة : أسبوعيا !! بس الورد بيتغير يوميا من كام شهر.
الفتاة في خجل : بصراحة يا عمو أنا أسفة يعني بس انا عرفت قصة اسامة من ممرضة و في البداية كان صعبان عليا وازاي خطيبته تتخلى عنه بسهولة كده.
الأب : كتر خيرك يا بنتي والله وشكرا على شعورك ده كل اللي يسمع حكايته يشفق عليه برضه.
 الفتاة : بصراحة انا كنت مشفقة عليه في البداية لكن دلوقتي بقت حاجة اكتر من كده بكتير ونفسي يفوق النهاردة قبل بكرة وانا حافضل جنبه لحد ما يقوم بالسلامة حتى لو بعد سنين ده بعد إذن حضرتك طبعا.
الاب : يااااااه!!! حبيبته اللي كانت حتبقى مراته تسيبه عشان الدكتور قال انه حيقعد سنة يتعالج سنة بس وهو فايق و صاحي و الغريبة تقعد جنبه وهو في غيبوبة يا عالم حيفوق منها ولا لأ ، ربنا يكرمك يا بنتي.
الفتاة : أنا قررت من بكره حاجي اقراله لأني سمعت ان القراءة بتحفز المخ وبتأثر على الحالة النفسية بالايجاب .
الاب: براحتك يا بنتي وربنا يجزيكي كل خير بس متعرفتش بيكي.
الفتاة : انا اسمي ندى وسني 24 سنة .

الأب : حصلنا الشرف يا بنتي.
بعد مرور اسبوع
الاب : لسه مزهقتيش يا ندى يا بنتي.
ندى بابتسامة رقيقة: ومش حازهق يا عمو !! عند حضرتك مانع  .
الاب مبتسما : أبدا يا بنتي ربنا يجزيكي كل خير ده أنا سعيد جدا بوجودك جنبه, بس انتي عارفة يا بنتي انه لما يفوق ممكن ميفتكركيش ؟!!!
ندى : عارفة ومش مهم عندي بس أنا حاسة انه حاسس بيا و قررت اقراله النهاردة رواية رومانسية بحبها .
وبدأت ندى في القراءة و أخذتها الرومانسية مع نهاية الرواية فمسكت يد اسامة لا اراديا وفجأة سرت قشعريرة في جسدها ونظرت الى يد اسامة وجدتها تقبض على يدها بحنو فنظرت بتعجب الى وجه اسامة وقد فتح عيناه وهو ينظر اليها بابتسامة عاشق !!!!!



هناك تعليق واحد:

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ