Prof Photo

Prof Photo

اول ما تدخل اذكر الله

"الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"

الخميس، 2 يناير 2014

بين صكوك الغفران و صكوك الوطنية

شاهد على العصور المظلمة في تاريخ الامم

يحكى ان:

في اوربا في العصور المظلمة ابتدع بعض القساوسة ما يسمى بصكوك الغفران وكانوا يبيعون للناس قطع في الجنة بتلك الصكوك، ومن يحاول اعمال عقله كان يعتقل ويحاكم بتهمة الهرطقة ويطرد من رحمة الله في نظرهم. وكان يتجمع العامة والغوغاء امام المقصلة ليشهدوا شنق او حرق المهرطق وهم سعداء بل ويهتفون ضده، ولا يكلفوا انفسهم عناء التفكير طالما ان الكهنة اقروا ذلك.
.................................



الان المستبدين يبيعون صكوك الوطنية ولكن ليس بالمال "فقط" وانما لو لم تملك المال لتساند استبدادهم فيكفي ان تؤيدهم تأييد اعمى وغير ذلك فأنت خائن وعميل و مطرود من رحمة الوطنية،
وطالما ان كهنة الاعلام قضوا بعدم وطنيته فهو في نظر العامة و الغوغاء خائن ويستحق الحرق حيا.

هذا الكاهن او ذاك السياسي و كذلك في عصرنا هذا الممثل او ذاك الاعلامي كل هؤلاء يتمرغون في النعيم من اموال هؤلاء العوام والذين للاسف يعلمون ويصمتون بل ويدافعون عنهم.
.........................................

في الماضي عندما كنت اشاهد في الافلام التي تحكي عن تلك الحقبة في اوربا كنت اتعجب من فرحة الغوغاء بحرق مناضل او عالم او فيلسوف كما في الفيلم الشهير V for Vendetta و مشهد اعدام جاي فوكس و كيف لهؤلاء الناس ان يفرحوا بمقتل رجل اراد تحريرهم من الذل و الفقر.



ولكن بعد قيام الثورة و بعد ظهور الوجه الحقيقي لعسكر مبارك و قمعهم للثوار و بعدما شاهدت وسمعت العوام وهم فرحون شامتون فيمن يسقط او يعتقل او يعذب من الشباب ما عدت اتعجب و ان كنت مازلت اجهل السبب الرئيسي لذلك.
قد يقول البعض ان السبب هو الفقر او الجهل او الامية او الخوف.. نعم انها اسباب موجودة ولكنها ثانوية لأن في هؤلاء العوام من هو متعلم و ميسور الحال واحيانا مثقف ومع ذلك مثلهم.

و اختم بمقولة من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للراحل الخالد عبدالرحمن الكواكبي 


" والعوام - كما يقال - عقولهم في عيونهم " ....... واضيف على المقولة و ايضا في اذانهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ